وورد سؤال من أحد شياطين الشرق: أيهما أحب العلم أم الجهل؟
فاختلفت في ذلك الفتاوى والإجابات فأجاب أحد شياطين تكانت بما نصه:
العلم أحب لأنه أشد خطرا والجهل قد يعذر به بعض الأحيان وإنما كان العلم أشد خطرا لأنه داع إلى التكبر ورؤية الفضل على الغير ثم هو حجة على صاحبه وتعلمون ما قيل في فسقة العلماء وقد يدعو إلى التنافس والتحاسد وشرار العلماء خير من الدنيا وما فيها هذا ما ظهر لنا في هذه المسألة مع أننا لا ننكر فضل الجهل.
وكتب شيطان من أهل لعصابة: أما بعد فقد تأملنا ما كتب فوق فرأيناه صادرا عن فكر صحيح وذوق مليح لكنه قد تقرر في المذهب المنصوص أن المكروه بذاته خير من المكروه بالعوارض وهذه العصا من العصية فما حسنات العلم إلا حسنة من حسنات الجهل إذ كل ما ذكر من حسنات العلم إنما هو في الحقيقة صادر عن الجهل لمن له أدنى بصيرة فالحسد والكبر والتنافس ما هي إلا بنات الجهل فكن ممن يفهم الأمور.
وأجاب رئيس جامعة الشياطين في ألاك بما نصه: قال إبليس عبادة الجاهل أحب إلي من فتور العالم والعابد أحب إلي من الفقيه وهذا نص على أن الجهل أحب إليه من العلم ولا يعدل عن النص إلى تجويز العقل.
وورد نفس السؤال على شياطين إكيد فأجاب أحدهم بما نصه: أما بعد فقد ورد علينا سؤال من أرض الحوض نصه أيهما أحب العلم أم الجهل وقد مال إلى تفضيل كل طرف فريق من العلماء والذي نراه وندين به أن الجهل أفضل وما ذكر أحد المفتين من أنه يعذر به لا يصح إذ لو كان يعذر به لم يطلب شريعة الإسلام من الناس التعلم ثم إن كون العلم مطلوبا شرعا في الإسلام دليل قاطع على أن الجهل أفضل منه ولا ينكر هذا إلا مكابر.