تَثُورُ الرِّمَالُ وَتَهْدَأُ فِي صَفْحَةِ الرِّيحِ !
مَاذَا عَلَى الْقَلْبِ وَهْوَ يُلَمْلَمُ أَشْلاَءَهُ أَنْ يَمِيلَ مَعَ الِّريحِ؟
نَحْنُ الَّذِينَ يسِيرُون كالرَّمْلِ أَيْنَ تَسِيرُ بِنا الرِّيحُ !
لاَ وَجْهَ يَأْلَفُنَا غَيْرَ هَذَا التَّحَوُّلِ
يَهْوِي بِنَا فِي سَرَابِ الرِّمَالِ.
كَأَنَّا صَدًى يَتَرَدَّدُ بَيْنَ الْجَنُوبِ وَبَيْنَ الشِّمَالِ.
فَحَتَّامَ أَدْفَعُ عَنْ رَمْلِ مَوْقِفِنَا الْمَبْدَئِيِّ سَوَافِيَ هَذَا التّحَوُّلِ؟
حَتَّامَ أَدْفَعُ عَنْ نَازِفِ الْجُرْحِ وَخْزَ هُبُوبِ الرِّمَالِ ؟
حَنَانَكِ أَيَّتُهَا الرِّيحُ !
مَا بَالُ هَذَا الْهُبُوبِ يُلِحُّ عَلَى الْجُرْحِ ؟
مَا بَالُ أَوْدِيَةِ الْقَلْبِ يَغْمُرُهَا الرَّمْلُ ؟
مَا بَالُ كُلّ الَّذِي عَقَدَتْهُ الْجَوَانِحُ يُصْبِحُ رَمْلاَ ؟
فَمَهْلاً عَلَى الْقَلْبِ يَا أَيُّهَا الرَّمْلُ مَهْلاَ !
تَهُبُّ السِّنِينْ
وَيَسْفُو عَلَى الأُفْقِ رَمْلُ الْحَنِينْ
لِتَغْدُوَ كُلُّ الظِّلاَلِ الَّتِي تَتَمَنَّى ظِلاَلاً مِنَ الرَّيْبِ..
حَتَّى يَؤُولَ الْهُيَامُ سَرَابًا تَدَفَّقَ بَيْنَ الظِّلاَلِ وَبَيْنَ الصَّدَى.
***
يَقُولُ التّحَوُّلِ: أَشْرِعَتِي الرَّمْلُ حِينَ تُهَزْهِزُهَا الرِّيحُ
تَنْسُجُ لِي سِيرَةً فِي مَدَارِ الصَّدَى !
سَكَنٌ هَاهُنَا وَارْتِحَالٌ هُنَا !
وُجْهَتِي حَيْرَتِي.
قُلْتُ: لِلْقَلْبِ سَيْرٌ مَعَ الدَّرْبِ..
لَكِنَّ هُوجَ الرَّيَاحِ تَهُبُّ عَلَى شَمْعَةِ الْقَلْبِ..
قال: إذا انْطَفَأَتْ شَمْعَةُ الْقَلْبِ كَيْفَ تَكُونُ الْمَواقِفُ ؟
كُلُّ الْمَدَى غَارِقٌ فِي سَرَابِ الْمَدَى..
وَالْمَسَالِكُ مُبْهَمَةُ الأُفْقِ.
- فِي مَوْجِ هَذَا التَّقَلُّبِ..
كَيْفَ اسْتَقَمْتُ عَلَى مَوْقِفٍ مُثْخَنٍ بِالْجِرَاحِ ؟
وَكَيْفَ تُغَنِّي الْجِرَاحُ اسْتِقَامَتَهَا فِي مَهَبِّ الْعَوَاصِفِ ؟
قال: هَوَايَ هَوَى الرَّمْلِ..
هَلْ تَسْتَكِينُ الرِّمَالُ إِذَا الرِّيحُ لَمْ تَسْتِكِنْ ؟
طِينَتِي الرَّمْلُ والْمَاءُ قَلْبِي..
حَنِينٌ إِلَى هَدْأَةٍ فِي الشَّوَاطِئِ..
لَكِنَّنِي سَابِحٌ فِي التَّقَلُّبِ.
قُلْتُ: الْجِرَاحُ تَمِيلُ إِلَى حَيْثُ مَالَ بِهَا النَّزْفُ حَتَّى الْحُتُوفْ.
وَلَكِنَّنِي لَمْ أَزَلْ قَائِمًا فِي النَّزِيف
وَلَمْ يَنْثَنِ الْقَلْبُ فِي صَفْحَةِ الرِّيحِ !
لَكِنَّهُ ثَابِتٌ فِي مَهَاوِي الْجُرُوح.
تَثُورُ الرِّمَالُ وَتَهْدَأُ..
وَالْقَلْبُ فِي مُرْهَفَاتِ الْحُفُوفْ..
عَلَى قَلَقٍ يَسْتَقِرُّ..
كَمَا تَسْتِقِرُّ الْحُرُوفْ.
تَثُورُ الرِّمَالُ وَتَهْدَأُ فِي صَفْحَةِ الرِّيحِ !
مَاذَا عَلَى ا