واخجلي منك صلاح الدين
بل واعيباه..
حرَّرت القدسَ فضيَّعناه..
ورفعت الرأسَ فنكَّسناه..
وبك اعتزَّ التاريخ وتاه ..
وبنا دمعتْ عيناه..
واخجلي منك صلاحَ الدين
بل واعيباه..
علمتَ العالم َ أنَّ المسلمَ لايخشى..
إلا مولاه...
أما نحنُ .. فعلمناه
أنَّ المسلمَ يخشى كلَّ الدنيا
إلا الله..!
واخجلي منكَ صلاحَ الدين
بلْ واعيباه..
دنياكمْ كانت سيفاً
وصلاةً.. ومناجاه..
دنيانا نفطٌ ... وكؤوسُ شرابٍ ..
وفتاه..!
دنياكمْ كانت عزاً
وفخاراً.. ومباهاه ..
دنيانا عارٌ.. وصغارٌ ..
ومعاناه..!
وتمرُّ بنا ذكرى صرختكَ الكبرى ..
في حـطِّينْ .... وا إسلاماه ..
وتمرُّ بنا أطيافُ جــيوشِ الثأر
تلبِّي صرخةَ.. وامعتصماه..!
و نرى جــعفرَ في مؤتة..
قد قُـطـعت يُمناه..
لكنَّ الرايةَ لم تسقطْ..!
واحتضنتها.. يسراه..
ونرى زيداً والقعقاعَ
و خـا لدَ سيفَ الله..
و نرى الآفاً ... الآفاً..
ممنْ باعوا أنفسهم لله ...
يعلونَ الراية َ في أرجاء الكونِ..
بإذن الله ..
أمَّا نحـــنُ ...
فلا حولَ ولا قوَّة إلا بالله ..
نحن غثاء ٌ... نحن غثاء ٌ...
لا ... بلْ نحــــنُ قطيعُ شياه..
لكن مهما أظلمَ هذا الليل.. وطال دجاه..
وتطاولَ سيفُ البغي علينا.. واشتدَّ أذاه..
لنْ تخمدَ جذوة ُهذا الدين
بإذن الله..
لنْ تخمدَ ما دمنا قد بعنا أنفسَنا لله..!
وغداً تنسابُ جيوش الحقِّ..
وتعيدُ لهذا الكونِ ضِـياه..